صباح كل يوم أقف بشرفة حجرتي أنتظر رؤيته
متى يأتي ؟ متى يستيقظ ؟ متى تزاح هذه الستائر المخملية عن شرفته ؟ متى يظهر ؟
أووه مللت الإنتظار ، أين أنت ؟
تتبدل تعاستي إلى سعادة ، تتغير تعابير وجهي ، تفرح نظرات عيني لرؤيته ،
لقد أستيقظ ...
آهـ منك سيد القصر .. أتعبتني بالإنتظار ..
يظهر ليقف على شرفته ، ينظر إلى كل شيء حوله ويشاهد كل شيء كل شيء إلا أنا
لا يراني ولا يلقي لي بال ..
تتكدر أجوائي ، تغيم نظراتي ، تسود سحائب حياتي .. لِمَ لم يراني ؟؟
أهو لم يشعر بوجودي ؟ أم أنه لا يهتم بمن حوله ؟ أم نظراته قاصرة فلم تراني ؟
يظهر أنني فقط من أراه ومن أشعر به ومن أهتم لرؤيته .. لِـــــــــــــــــــــــمَ لا !!
إن له إبتسامة رائعة مشرقة كإشراقة الصباح تظهر بخجل صفاً رائعاً من اللؤلؤ ..
عــــــــــيــــــنــــــاه !!
آهـ و آهـ و آهـ من عيناه .. رائعة، مبهرة عشقتها قبل أن أعشقه ..
لم أرَ أجمل منها ولا أغرب منها ..
حـــيـــّــــــرتـــّـــــني
لم أرَ تعابيرها !! عيناه كصفحة الماء بيضاء صافية خالية ..
يذهب في رحيله الصباحي إلى
المجهول واظل انتظر في شرفتي عودته وغالبا ما يطول إنتظاري ..
أقرأ صحيفة وأخرى لعل الوقت يمضي ويعود سيدي سيد القصر ولكن يأبى الوقت أن يمضي سريعاً فأعاود الإنتظار ملّ الشجر من رؤيتي له ، وهربت طيور قصره من ناظري ،
شرفتي انزعجت من ذهابي وإيابي المستمر .. فكري تجرد من تساؤلاتي المتكررة متى يعود ؟ وإلى متى أنتظر ؟
فجأة تتنبه أَذناي لِسماع أصوات أبواق سيارته ، أرى بوابة قصره تُفتح لإستقباله فأتمنى أن افتح ذراعي بدلا منها .. ينزل من سيارته بهدوئه المعتاد فيسرع قلبي بالخفقان يريد النزول لإستقباله ويسمعه أفضل نبضاته الرنانة .. ويختفي داخل قصره فتُسدل الستائر المخملية ..
وتُغلق الأبواب فلا أعود أراه ولا أرى ابتسامته ..
تقفز الأفكار بذهني واحدة وواحدة وآخرى .. لم لا تنزلي من شرفتك لتريــــــــه ؟
لم لا تحادثيه ولم ولم أراني في لحظة غياب فكري أتصرف كـــطفلة .. أرمي بكتابي في حديقة قصره لتكن عذراً صريحاً شرعياً يسمح لي برؤيته .. حان موعد ذهابه هل أذهب أم أبقى ؟ هل سيسمح لي بأخذ ما سقط مني أم سأطرد لا يهم ..
أريد رؤيته فقط ..
تسير بي قدماي الى بابه لساني يتحدث عني ونظراتي تلاحق تواجده ..
أراه قادما حاملا كتابي بيده سائرا بهدوء صامت .. ابتسامة صغيره تطرق شفتيه .. تسارع خفقان قلبي .. ارتجفت يداي انه قادم كم انتظرتك ايها القادم ؟ وكم اشتقت للقياك كم وكم ؟؟
وقف فجأة أمامي ناولني كتابي .. شكرته بلساني تعثرت من خلاله الكلمات والأحرف تراقصت عليه العبارات أرتجفت يداي لمسكها الكتاب..
تفاجأت عيناي لصمت نظرات عينيه لسكون عدستها لهروب إحساسها ..
ألهذا السبب لم يراني ؟ أمن أجل ذلك لم يشعر بوجودي ؟
أهذا هو سبب نوافذك وأبوابك المغلقه ؟ وستائرك المخملية ؟
آهـ و آهـ من نظراتك !!
عذرك مقبول يا صامت النظرات ..